تعددت استخدامات الذهب في المجتمعات، فعشق المرأة للذهب جعله شيئاً لا يمكن الاستغناء عنه، وذلك علي الرغم من ارتفاع أسعاره في الفترة الأخيرة نتيجة الظروف الاقتصادية القومية والعالمية ولا يوجد أي مؤشر لانخفاض الأسعار مرة أخري وكان من المعتاد أن أهمية الذهب تكمن في كونه وسيلة للتزيين والحلي للمرأة، ولكن مع التطور العلمي والتكنولوجي نادت أهميته وأصبحت غير مقصورة علي ذلك، فتقام عليه الكثير من الأبحاث الآن لاستخدامه في أغراض طبية تجعله أكثر نفعاً من أن يكون مجرد وسيلة للزينة فقط.
فأثبتت الدراسات العديدة أنه يمكن استخدام الذهب في الأغراض الطبية، حيث يدخل في صنع العديد من الأدوية وفي علاج الكثير من الأمراض وتبين أن إدخال عنصر الذهب في صنع الدواء يسهم في زيادة الفاعلية وتقليل سميته ويسهم في مساعدة مرضي القلب علي تكوين شعيرات دموية جديدة.
واستخدام الذهب في علاج الأمراض لم يكن وليد العصر الذي نعيش فيه، بل يرجع إلي آلاف السنين، واستخدم الذهب في الهند لعلاج أمراض الدم والتهاب المفاصل حيث كان يتم تنقيته ومنحه للمرضي في صورة رماد، وفي عام 2005 قام الدكتور مصطفي السيد رائد النانوتكنولوجي بإجراء بحث حول إمكانية استخدام جسيمات الذهب متناهبة الصغر للتشخيص المبكر للسرطان واستخدام ذات الجسيمات في علاج حراري للخلايا السرطانية بعد تعريضها لأشعة الليزر، حيث إن الأشعة التي تصدر من جسيمات الذهب لها إمكانية كبيرة في علاج الأمراض السرطانية وعلاج الأورام والأمراض المستعصية، فقد تمكن الباحثون من تحديد الخواص الضوئية المتفردة لهذه الجسيمات من حيث انعكاس الضوء وامتصاصه والقدرة علي تحويله إلي طاقة حرارية، وأمكن بسهولة تحضيرها ودمجها مع الأجسام المضادة للخلايا السرطانية وعند حقنها في الكائنات المصابة بالسرطان تتوجه هذه الجسيمات مباشرة إلي الخلايا السرطانية لتتحد معها بكثافة أكثر من غيرها من الخلايا السليمة، وعند تعريض المنطقة المصابة لأنواع معينة من أشعة الليزر قامت جسيمات النانوذهب بدورها بامتصاصها وتحويلها إلي طاقة تفجر الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا المحيطة وتجري الآن العديد من الدراسات لإثبات عدم وجود أي آثار جانبية خطيرة له علي الإنسان، والاستقرار علي الصورة المثلي لإعطائه للمرضي، حيث إن الجسيمات الصغيرة من معدن الذهب اكتسبت أهمية كبري في علاج الأورام.
تنجذب الأجسام النانوية للذهب إلي الخلايا السرطانية وعند ذلك نتاج الفرصة لتشخيص الأورام في مرحلة مبكرة جداً، حيث إن تلك الجسيمات تمكن الأشعة الموجودة بها من معرفة المرض منذ بدايته والتمكن من السيطرة عليه في بدايته حتي لا ينتشر المرض في باقي أعضاء الجسم.
وأيضاً أثبتت الدراسات أنه يحفز خلايا الجسم علي إنبات شعيرات دموية جديدة مما يسهم في علاج الكثير من أمراض القلب والدورة الدموية، وذلك كله يعود إلي قدرة الأشعة التي تخرج من جسيمات الذهب علي إنبات تلك الشعيرات مما يساعد في علاج الكثير من مرضي القلب، حيث توجد أعداد كبير من مرضي القلب يعانون قلة في تلك الشعيرات الدموية.
وذلك كله يجعل من الذهب وسيلة لعلاج الأمراض ويكسبه أهمية قصوي أكثر من أن يكون للتزيين ويجعل أهميته غير مقتصرة علي المرأة فأصبحت أهميته للأطباء والعلماء، واكتشاف علماء التكنولوجيا للأدوية المصنعة من الذهب أسهم بشكل كبير في الارتقاء بالطب واكتشاف العديد من الأدوية التي لا يوجد لها آثار جانبية تؤثر في الصحة، حيث إن تركيز الأشعة الخارجة من جسيمات الذهب علي العضو المصاب لا يؤثر ذلك بالسلب في باقي الأعضاء السليمة.
تجري العديد من الدراسات لإثبات عدم وجود أي آثار جانبية خطيرة له علي الإنسان والاستقرار علي الصورة المثلي لإعطائه للمرضي.
وكل ذلك يثبت أهمية الذهب التي فاقت أهميته الراسخة في الأذهان عندنا، خاصة عند المرأة، فالمعتقد في أذهان الجميع أنه يستخدم فقط في الحلي والزينة، ولكن دراسات العلماء أثبتت أن أهميته مستخدمة في علاج الأمراض، بالإضافة إلي أنه يدخل في علاج الكثير من حالات الاكتئاب، خاصة عند النساء ويدخل أيضاً في عمليات تجميل الوجه، فكل الإشعاعات التي تخرج منه جعلته مصدرًا علاجيًا مهمًا.
دمتم في رعاية الله